لقد طرأ علي الکتاب في نسخة الميرزا حسن النوري تغيير في التبويب وتغيير في ترتيب الأسانيد يختلف تماماً عمّا کان عليه في نسخته الاولي التي استنسخها الميرزا مهدي الصادقي. وفي هذا الفصل نذکر أولاً تفاصيل عن التبويب القديم للکتاب ثم نذکر تفاصيل عن هذا الترتيب الجديد.
التبويب القديم: کان الکتاب مرتّباً علي مقدمات أربع ومقصدين:
المقدمة الاولي: في ترجمة المصنّف وکتابه.
المقدمة الثانية: في بيان طبقات المحدّثين.
المقدمة الثالثة: في بيان من روى كتاب الكافي عن مصنفه.
المقدمة الرابعة: في ذکر شيوخ الکليني.
المقصد الأول: في بيان أسانيد شيوخ الکليني، وأفراد منها أسانيد ثلاثة من الرواة وهم: أحمد بن محمد بن خالد وأحمد بن محمد بن عيسي و سهل بن زياد. وکان الکليني ـ رحمه الله ـ قد روي عنهم بواسطة أحد شيوخه أو بواسطة العدة، وقد ذکر السيد المؤلف أسانيدهم في المقصد الثاني.
وقد جاء في المقصد الثاني أنّ الباب الأول من المقصد الثاني وهو الباب الرابع والثاني منه هو الخامس والثالث وهو السادس من أبواب الکتاب.(1)ولازم هذا أن يکون المقصد الأول مرتباً علي ثلاثة أبواب أيضاً، لکنّي لم أعثر علي تفاصيل عن هذه الأبواب لا في نسخة الميرزا حسن النوري ولا في نسخة الميرزا مهدي الصادقي. وأظنّ أنّ السيد المؤلف ـ قدس سره ـ کان قد رتّب المقصد الأول علي الأبواب الثلاثة التالية:
الباب الأول: في الأسانيد المصرّحة في أولها أنّها ممن أخذها الکليني. وذکر في هذا الباب أولاً أسانيد من عبّر عنه الکليني بکنيته أو لقبه أو نسبه، ثم ذکر أسانيد من عبّر عنه باسمه، ابتداءً من أحمد بن إدريس وانتهاءً إلي محمد بن يحيي.
الباب الثاني: في الأسانيد المبدوءة بـ«عدة من أصحابنا» ولم يحک عن المصنّف تفسير هذه العدد وأما المفسّرة منها فقد ذکرها في المقصد الثاني.
الباب الثالث: في الأسانيد المبدوءة بغير عبارة «عدة من أصحابنا» وهي الأسانيد المبدوءة بـ«بعض أصحابنا» أو التي لم تبدء باسم أحد من شيوخه ولم يعرف أنّها معلّقة علي سابقها.
هذا ما أظنّه أنا في تفصيل هذه الأبواب الثلاث من المقصد الأول.
المقصد الثاني: في استقصاء ما رواه شيوخ الکليني ـ رحمه الله ـ عن أحمد بن محمد بن خالد، أو عن أحمد بن محمد بن عيسي، أو عن سهل بن زياد، وهو مرتّب أيضاً علي ثلاثة أبواب:
الباب الأول وهو الباب الرابع من أبواب الکتاب: في أسانيد أحمد بن محمد بن خالد البرقي، وقد روي الکليني عنه بواسطة شيخه علي بن محمد ـ وهو علي بن محمد بن بندار وعلي بن محمد بن عبدالله ـ وأيضاً بواسطة شيخه محمد بن يحيي، وبواسطة العدة.
الباب الثاني وهو الباب الخامس: في أسانيد أحمد بن محمد بن عيسي الأشعري، وقد روي عنه الکليني بواسطة شيخه محمد بن يحيي، وأيضاً بواسطة العدة.
الباب الثالث وهو الباب السادس: في أسانيد سهل بن زياد، وقد روي عنه الکليني بواسطة جماعة من شيوخه وهم: علي بن محمد، ومحمد بن الحسن، ومحمد بن يحيي، وروي عنه أيضاً بواسطة العدّة.
هذا ما توصّلنا إليه من تفاصيل المقصدين في التبويب القديم.
والجدير بالذکر أنّ السيد المؤلف ـ قدس سره ـ قد ذکر في مقدمته للکتاب سبب فصل أسانيد هؤلاء الثلاثة عن أسانيد غيرهم قائلاً: «ثم إنّ روايات هذا الكتاب لما كان شطر منها أو أكثرها من روايات أحمد بن محمد بن خالد البرقي وأحمد بن محمد بن عيسي الأشعري القمي وسهل بن زياد الآدمي القمي نزيل الري، وهؤلاء من الطبقة السابعة، ويروي المصنّف عنهم بالواسطة، ووسائطة مختلفة، وتفريق روايات هؤلاء الثلاثة علي هؤلاء الوسائط المختلفة موجب التشتّت أسانيدهم، وهو مخالف لغرضنا المذکور(2)، أفردنا أسانيد هؤلاء بالذکر، وذکرتها في المقصد الثاني(3)».
الترتيب الجديد: لم تفصل في هذا الترتيب مجموعة من الأسانيد من غيرها، بل جمعت کلّها في قائمة واحدة وترتيب واحد، وذلک وفقاً لأسماء شيوخ الکليني ووفقاً للعدّة.
لقد جاء في هذا الترتيب جميع أسانيد الأبواب الثلاثة من المقصد الثاني مع أسانيد الباب الأول من المقصد الأول في قوائم أسماء شيوخ الکليني، کما جاءت الأسانيد المبدوءة بالعدة المفسّرة وغير المفسّرة في قائمة واحدة. ثم قائمة بالأسانيد التي بدءت بـ «بعض أصحابنا»، ثم قائمة بالأسانيد التي لم بتدء باسم أحد من شيوخ الکليني، وينتهي الترتيب بالأسانيد المرسلة.
وبهذا الترتيب الجديد قد نقلت أسانيد المقصد الثاني ووزّعت في محالّها.
وفي ما يلي قائمة يعرف منها محالّ توزيع أسانيد المقصد الثاني، وحدّدنا محالّ کل مجموعة منها بذکر السند الذي جاء قبلها والسند الذي جاء بعدها مع ذکر رقم الصفحة من ترتيب أسانيد الکافي:
علي بن محمد(4)، عن إبراهيم بن إسحاق
علي بن محمد، عن أحمد بن محمد(5) /ص 295.
علي بن محمد، عن إسحاق
علي بن محمد، عن سعد بن عبدالله
علي بن محمد، عن سهل بن زياد/ص 261.
علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد.
علي بن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر.
علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبدالله / ص 273.
علي بن محمد بن بندار، عن محمد بن عيسي.
محمد بن أبي عبدالله، عن إسحاق بن محمد النخعي.
محمد بن أبي عبدالله، عن سهل بن زياد/ ص 286.
محمد بن أبي عبدالله، عن صالح بن أبي حماد.
محمد بن الحسن، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر.
محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد/ص 289.
محمد بن الحسن، عن صالح بن أبي حماد.
محمد بن يحيي، عن أحمد بن إسحاق.
محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد/ ص 295.
محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن حمزة الأشعري.
محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي(6)/ص 353.
محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن موسي.
محمد بن يحيي، عن سهل بن زياد/ص 379.
محمد بن يحيي، عن موسي بن الحسن.
عدة من أصحابنا، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر.
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد/ ص 405.
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد(7) أو أحمد بن أبي عبد الله / ص 434.
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسي /ص 462.
عدة من أصحابنا، عن جعفر بن محمد.
عدة من أصحابنا، عن سعد بن عبدالله.
عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد(8) /ص 467.
عدة من أصحابنا، عن صالح بن أبي حماد.
هذه محالّ توزيع أسانيد المقصد الثاني في الترتيب الجديد.
وأري أنّه بهذا الترتيب يسهل الحصول علي السند أکثر مما کان يسهل بالتبويب القديم.
علماً بأنّ العلامة السيد محمد رضا الجلالي قد عرّف بـ «ترتيب أسانيد الکافي» هذا، وذلک ضمن التعريف بأجزاء الموسوعة الرجالية للسيد المؤلف ـ قدس سره ـ وذکر تفاصيل عن الأبواب الثلاثة للمقصد الأول، تختلف عمّا ذکرناه هنا(9)، وذکر أيضاً تحت عنوان «الارتباک والأخطاء في المطبوعة» أکثر من أربعين مورد أرتباک وخطأ أحصاها علي الکتاب.
وعدّ منها ما جاء في صفحة 351 منه حيث يقول المؤلف: «الباب الخامس في أسانيد أحمد بن محمد بن عيسي» وأردف قائلاً: «من الواضح أنّ عنوان «الباب الخامس» هنا مقحم في غير محلّه، ولم يسبقه عنوان «الباب الرابع» قبله، بل سيذکر «الباب الرابع» في ما بعد في المقصد الثاني من الکتاب، فهذا الباب الخامس متأخّر عنه، فتقديمه هنا خلط فاحش(10)».
وبعدما فصّلناه في هذا الفصل من أنّ الکتاب قد طرأ عليه التغيير في ترتيبه في نسخة الميرزا حسن النوري ولم يبق علي تبويبه القديم لابدّ أن نقول بأنّ عناوين «الباب الخامس» و «الباب الرابع» و «الباب السادس» هي زوائد، لأنّه لما نقلت أسانيد المقصد الثاني من محالّها القديمة إلي محالّها الجديدة لم تحذف وبقيت علي حالها. وهذا ما سبّب أنّ الجلالي ـ حفظه الله ـ ذکر ما سبق.
………………………………………………………………………………………
1- راجع التجريد، ج 1، ص 425 و 495 و 659. وراجع أيضاً ترتيب أسانيد الکافي، ص 351 و 433 و 467.
2- راجع فصل «سبب التأليف» من هذا ا لکتاب.
3- التجريد، ج 1، ص 3ـ4، علماً بأنّ هذه العبارة قد حذفت من مقدمة الکتاب من نسخة الميرزا حسن النوري، وذلک بسبب ما طرأ علي الکتاب من تغيير، وسنتحدّث عن هذا التغيير بعد قليل.
4- لقد وزّعت هذه الأسانيد في «علي بن محمد» فما بعد.
5- ذکرت أسانيده في «علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن محمد بن خالد» وعينه المؤلف ـ قدس سره ـ أنّه: أحمد بن محمد بن خالد.
6- لقد جاءت أسانيد «أحمد بن محمد بن عيسي» هذا تحت عنوان «الباب الخامس» وهذا العنوان زائد، وذلک لما طرأ علي ا لکتاب من التغيير.
7- جاءت أسانيده تحت عنوان «الباب الرابع»، وهو زائد.
8- جاءت أسانيده تحت عنوان «الباب السادس» وهو زائد.
9- راجع المنهج الرجالي، ص 147ـ148.
10- المنهج الرجالي، ص 155.